مفهوم إقتصاد المعرفة:
إن في وقتنا الحالي أضحت المعلومة أو المعرفة تعتبر أهم موارد منظمات الأعمال، حيث أصبح هذه الأخيرة تتنافس فيما بينها من أجل الحصول على المعرفة وإستخدامها.
1. تعريف إقتصاد المعرفة:
يعد إقتصاد المعرفة مفهوما جديدا ظهر بعد الثورة الصناعية وثورة الإتصالات، ويعتمد بشكل أساسي على تقنية المعلومات، وهناك العديد من التعريفات لإقتصاد المعرفة نذكر منها:
إقتصاد المعرفة هو الإقتصاد الذي يدور حول الحصول على المعرفة وتقاسمها وإستخدامها وتوظيفها وإنشائها بهدف تحسين نوعية الحياة في جميع مجالاتها، وذلك من خلال الإستفادة من خدمات المعلومات الفنية والتطبيقات التكنولوجية المتقدمة، وإستخدام العقل البشري كرأس المال.
وتوظيف البحث العلمي، لإحداث مجموعة من التغييرات الإستراتيجية في طبيعة المحيط الإقتصادي وتنظيمه ليصبح أكثر إستجابة وإنسجاما مع تحديات العولمة؛ كما إن مفهوم إقتصاد المعرفة هو الإنتقال من إقتصاد ومجتمع صناعي تقليدي قديم إلى إقتصاد حديث معرفي، حيث المعلومات أكثر إتساعا وتنوعا وتشكل القوة الدافعة المسيطرة.
2. مرتكزات إقتصاد المعرفة:
- ركيزة الحافز الإقتصادي والنظام المؤسسي: والتي تقوم على أسس إقتصادية قوية تستطيع توفير كل الأطر القانونية والسياسية التي تهدف إلى زيادة الإنتاجية والنمو، وتشمل هذه السياسات التي تهدف إلى جعل تكنولوجيا المعلومات والإتصالات أكثر إتاحة ويسر، وتخفيض التعريفات الجمركية على منتجات التكنولوجيا وزيادة القدرة التنافسية للمنظمات الصغيرة والمتوسطة.
- ركيزة التعليم: وتتعلق بتوفير الإحتياجات الأساسية للإنتاجية والتنافسية الإقتصادية، حيث يتعين على الحكومات أن توفر الأيدي العاملة الماهرة والإبداعية أو رأس المال البشري القادر على إدماج التكنولوجيا الحديثة في العمل، وتنامي الحاجة إلى دمج تكنولوجيا المعلومات والإتصالات، فضلا عن المهارات الإبداعية في المناهج التعليمية وبرامج التعليم مدى الحياة.
- ركيزة الإبتكار والإبداع: وتتعلق بتوفير نظام فعال من الروابط الإقتصادية مع المنظمات الأكاديمية، وغيرها من المنظمات التي تستطيع مواكبة ثورة المعرفة المتنامية وإستيعابها وتكييفها مع الإحتياجات الوطنية في ضوء المتغيرات البيئية العالمية.
- ركيزة تكنولوجيا المعلومات والإتصالات: وهي التي تسهل نشر وتجهيز المعلومات والمعارف وتكييفها مع الإحتياجات المحلية لدعم النشاط الإقتصادي، وتحفيز المشاريع على إنتاج قيمة مضافة عالية.
3. متطلبات إقتصاد المعرفة:
هناك مجموعة عناصر تعتبر من متطلبات إقتصاد المعرفة، سيتم توضيحها فيما يلي:
- الإعتراف بالمعرفة ورأس المال المعرفي كموجودات جوهرية وأكثر أهمية من الموجودات المادية الملموسة.
- وجود هياكل تنظيمية ونماذج وأنماط إدارية جديدة وإستبدال الوحدات المركزية واللامركزية بوحدات معرفية مستقلة.
- الإنتاج المتميز والمتنوع للسلع والخدمات.
- مواجهة الأزمات الإقتصادية كأولوية حاسمة وتفضيلها على خيارات التحسين أو التعديل والإصلاحات التدريجية الروتينية.
- التركيز على مهارات وقدرات وخبرات الموارد البشرية.
- تكاملية النظرة لدى الزبائن والمجهزين والمساهمين، المستخدمين وضرورة دمجها بمصالح مشتركة.
- الإهتمام بالمواهب البشرية والرأس المال الفكري المتنوع معرفيا.
- بناء وإعتماد نظم الحوافز ومكافآت جديدة تركز على توليد معرفة جديدة وتكون بديلا عن النظام التقليدي المعتمد على العمولة والأجر المقطوع.
- إقامة بيئة تنظيمية تعتمد على نشر المعرفة والمشاركة بها.
- يتوقف إستثمار المعرفة في النظم المؤسسية على قدرتها على توجيه المعلومات المناسبة إلى الأفراد المناسبين والمحتاجين إليها في الوقت المناسب والظروف المناسبة.