الأسهم الممتازة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، سوف نتطرق في هذا المقال إلى موضوع الأسهم الممتازة، حيث سنقوم بإعطاء تعريف لها مع ذكر قيمها وأنواها وخصائصها ...إلخ.
1. تعريف الأسهم الممتازة:
تعتبر الأسهم الممتازة من الأصول المالية القابلة للتداول، كما أنها "عبارة عن سند ملكية لحامله، وإن كانت هذه الملكية تختلف عن الملكية التي تنشأ عن السهم العادي".
وتلجأ المؤسسة الإقتصادية إلى: "إصدار الأسهم الممتازة عندما تحاول تحفيز المستثمرين للإكتتاب في رأس مالها الإجتماعي وتمويل مشاريعها الجديدة أو توسيعها أو مواجهة صعوبات مالية أخرى".
وعلى هذا الأساس تسمى هذه الأسهم بالممتازة لأنها توفر لحامليها إمتيازات خاصة لا توفرها الأسهم العادية، ومن أهم هذه الإمتيازات نجد ما يلي:
- الأولوية في الحصول على نصيب من الأرباح في شكل نسبة مئوية ثابتة، ومحددة مسبقا، من القيمة الإسمية للسهم الممتاز.
- الأولوية في إستيفاء القيمة الإسمية للسهم الممتاز من الأصول الحقيقية في حالة: إفلاس المؤسسة وتصفيتها أو كذلك في حالة حلها (بشرط أن يحدث ذلك بعد حصول حامل سند القرض على كامل مستحقاته).
وتتمثل أهم الخصائص التي تتصف بها الأسهم الممتازة فيما يلي:
- تذر الأسهم الممتازة عوائد منتظمة، ثابتة ومحددة مسبقا، على المستثمرين فيها (حامليها).
- لحاملي الأسهم الممتازة حق الأولوية (الأسبقية) في الحصول على العوائد المنتظرة قبل حملة الأسهم العادية.
- إن العديد من المؤسسات ترغب في الإستثمار في الأسهم الممتازة عندما تعفى عوائدها من الخضوع للضريبة.
2. قيم الأسهم الممتازة:
للسهم الممتاز عدة أنواع من القيم، يمكن تلخيصها فيما يلي:
- القيمة الإسمية: هي القيمة المدونة على قسيمة السهم الممتاز.
- القيمة الدفترية: وهي قيمة الأسهم الممتازة كما تظهر مدونة في الدفاتر المحاسبية للمؤسسة، مقسومة على عدد الأسهم الممتازة، علما أن السهم الممتاز ليس له نصيب في الإحتياطات التي قد تظهر في الميزانية أو في الأموال الخاصة تحديدا للمؤسسة.
- القيمة السوقية: هي سعر تداول (بيع أو شراء) السهم الممتاز في السوق المالي، وقد تكون هذه القيمة أكبر أو أصغر أو تساوي القيمة الإسمية للسهم أو كذلك قيمته الدفترية.
- القيمة المصدرة: وهي مبدئيا تساوي القيمة الإسمية للسهم الممتاز، ولكنها قد تكون أكبر من هذه الأخيرة في حالة وجود علاوة الإصدار، كما قد تكون أصغر منها في حالة وجود خصم الإصدار.
3. أنواع الأسهم الممتازة:
تنقسم الأسهم الممتازة إلى عدة أنواع هي:
- الأسهم الممتازة المجمعة للأرباح: في حالة هذه الأسهم، لا يضيع حق حاملها في الحصول على أرباح السنوات المالية التي لم يتم توزيعها بحيث يتم ترحيل هذا الحق إلى السنة المالية الموالية، ولا يمكن إعلان توزيع الأرباح على حملة الأسهم العادية إلا بعد أن يتم دفع المستحق المتجمع من الأرباح لحملة الأسهم الممتازة بالكامل.
- الأسهم الممتازة المشاركة في الأرباح: وهي تلك الاسهم الممتازة التي تعطي لحاملها حق مشاركة حملة الأسهم العادية في إقتسام ما تبقى من الأرباح بعد أخذه نصيبه منها.
- الأسهم الممتازة القابلة للتحول: إن هذه الأسهم الممتازة يمكن تحويلها إلى أوراق مالية أخرى، مثل الأسهم العادية، وذلك إذا نص على هذا الأمر القانون الأساسي للمؤسسة.
- الأسهم الممتازة القابلة للإستدعاء: أما هذا النوع من الأسهم الممتازة فيتميز بقدرة المؤسسة على إستدعائه من أجل إعادة شرائه من حملته، وعادة ما يكون ذلك وفق شروط محددة مسبقا (مثل إعادة شراء هذه الأسهم بعد إنقضاء فترة زمنية معينة من تاريخ إصدارها).
- أنواع أخرى من الأسهم الممتازة: تجدر الإشارة أن أنواعا جديدة من الأسهم الممتازة لم تكن معروفة من قبل، ظهرت في السنوات الأخيرة في دول عديدة، ومثال ذلك تلك التي ظهرت في الولايات المتحدة الامريكية وهي على الخصوص (الأسهم الممتازة ذات التوزيعات المتغيرة، الأسهم الممتازة ذات التوزيعات المتغيرة والقابلة للتحول، الأسهم الممتازة التي تتغير بتغير القيمة السوقية للسهم، الأسهم الممتازة لسوق النقد).
4. تقييم الأسهم الممتازة كمصدر تمويلي للمؤسسة:
تتمتع الأسهم الممتازة بعدة مزايا، ولكنها لا تخلو من العيوب التي يجب أن تأخذها المؤسسة في الحسبان، وفيما يلي توضيح لأهم تلك المزايا و العيوب:
1. مزايا الأسهم الممتازة: ويتمثل أهمها فيما يلي:
- إن الأسهم الممتازة من مصادر التمويل طويلة الآجال (الدائمة)، وحقا من حقوق الملكية التي تعمل على تخفيض نسبة الإقتراض، وبالتالي زيادة الثقة في المؤسسة وتدعيم طاقتها الإقتراضية، إن إستخدام الأسهم الممتازة في التمويل، من قبل المؤسسة، يجعل هذه الأخيرة في مأمن من حالة الإفلاس في ظل العسر المالي نقص السيولة طالما أنها تكون غير ملزمة قانونا بتوزيع الأرباح على حاملي هذه الأسهم في آجال محددة، بل يمكن تأجيل توزيع تلك الأرباح إلى أن تتحسن الوضعية المالية للمؤسسة.
- إن الأسهم الممتازة تمتاز بمرونة عالية في الإستخدام لعدم وجود تواريخ محددة مقيدة لسدادها، وبالتالي لا تخصص أموالا جاهزة من أجل ردها كما هو الحال بالنسبة لسندات القرض مثلا، لا يحق لحاملي الأسهم الممتازة المشاركة في التصويت (في الجمعية العامة للشركاء)، كما لا يحق لهم الترشح لعضوية مجلس إدارة المؤسسة، وبذلك تتمكن هذه الأخيرة من إستخدام أموالهم بحرية أكبر، دون تدخل أو إشراك هؤلاء في تحديد الإستراتيجيات والسياسات التي ستعتمدها المؤسسة.
2. عيوب الأسهم الممتازة: ومن أبرز عيوب الأسهم الممتازة نذكر مايلي:
- إن عوائد الأسهم الممتازة لا تخصم كمصروف ضريبي أو تكلفة من نوع معين، وهذه الخاصية تجعل عبأها مرتفعا بالمقارنة بسندات القرض مثلا.
- إن الأسهم الممتازة تصدر على أساس عائد يكون في الغالب أعلى من فائدة سند القرض مثلا، وذلك نتيجة لإرتفاع خطورتها بالمقارنة مع هذا لأخير.
- يعاب على الأسهم الممتازة مجمعة الأرباح إلزامية توزيعها (من الأرباح المحققة)، بحيث لا يسقط حق حملة هذه الأسهم في الحصول على عوائدهم ولو أنها قد تصبح مؤجلة، وهذا الأمر يؤدي إلى تراكم الأعباء المالية لعدة سنوات مالية على عاتق المؤسسة.