recent
أخبار ساخنة

مفاهيم عامة حول التخطيط الإستراتيجي

التخطيط الإستراتيجي:

ما هو التخطيط الإستراتيجي؟

على أساس مجموعة التعاريف والمفاهيم التي أوردها كبار المهتمين بموضوع الإدارة الإستـراتيجية فإن التخطيط الإستـراتيجي هو العملية التي تتضمن وضع وتصميم ومن ثم تنفيذ الأهداف ذات الأمد البعيد والتي تؤدي إلى بلوغ المنظمة أهدافها الأساسية.

1. تطور مفهوم التخطيط الإستراتيجي:

مر التخطيط الإستراتيجي من حيث المفهوم والمحتوى والأبعاد بعد مراحل تاريخية يمكن تلخيصها بما يلي:


  • مفهوم عسكري بحت من سنة (511 ق.م حتى الآن).
  • ظهور أول نموذج للتخطيط الإستراتيجي في إدارة الأعمال (نموذج هارفارد) سنة 1921.


  • إنتشار فرضية مفادها إن لجميع المنظمات إستراتيجيات سواء أعلنتها أو لم تعلنها، وسواء إعترفت بذلك أم لا، شعرت بذلك أو لم تشعر وذلك سنة (1951 -1955).

  • الخطة البعيدة المدى تأخذ معنى الإستراتيجية التي تسعى المنظمة من خلالها إلى الوصول إلى ما تطمح إليه وذلك خلال الفترة (1955–1961).

  • تبني التخطيط الإستراتيجي كأداة إدارية في جميع مؤسسات الأعمال في القطاع الخاص منذ سنة (1961 م).

  • سيطر مفهوم التخطيط الإستراتيجي بدلا عن مصطلح التخطيط البعيد المدى الذي بدأت تتكشف عيوبه وثغراته على صعيد المنظمات المختلفة خلال الفترة من (1961 -1965).

  • أصبح التخطيط الإستراتيجي أداة للإدارة الحكومية (القطاع العام) منذ سنة 1981.

  • تناول تفسيرات جديدة للإستراتيجية وبعض العلوم ذات العلاقة بها، والذي بدأ من سنة 1986.

  • ظهور محاولات لتحديث التخطيط الإستراتيجي، وظهور التفكير الإستراتيجي كبديل للتخطيط الإستراتيجي وكمرحلة تسبق عملية التخطيط، وطرح أفكار عن القيادات والعقول التي يتعين أن تفكر بطريقة إستراتيجية إبتدأ من سنة (1992 -1996).

تقدم التفكير الإستراتيجي على بقية المصطلحات الإستراتيجية الأخرى بإعتباره نقطة البدء والإنطلاق وبدونه لا يمكن أن تكون هناك خطط أو إستراتيجية.

2. فوائد التخطيط الإستراتيجي:

إن أهمية التخطيط الإستراتيجي تتلخص في كونه يحقق الفوائد التالية:


  • توضيحه للمستقبل والتنبؤ بالأحداث والتهيؤ لها فيساعد المنظمة على الإستعداد والتحوط لمتغيراتها القادمة وإتخاذ الإجراءات الكفيلة لمواجهتها.

  • يساعد المنظمة على إستخدام الطريقة العقالنية في تحديد خياراتها في العمل وسلوك الطريق الأفضل لتحقيق أهدافها.

  • يساعد المنظمة على التوظيف الرشيد لقدراتها المالية والإقتصادية وتحقيق نتائج أفضل من هذا التوظيف في المستقبل.

  • يعزز التخطيط الإستراتيجي من العمل الجماعي ويكسب الخبرة لكافة أفراد المنظمة، حيث يشارك جميعهم في بناء الإستراتيجية ووضع أهدافها.

  • يساعد على تحسين أداء المنظمة من خلال كشف القضايا الرئيسية لأنشطتها والصعوبات التي تواجهها والتعامل بكفاءة مع الظروف والمتغيرات بسرعة.

  • يدفع بإتجاه تحسين كيفية صنع القرار لأنه يؤكد على النشاطات الرئيسية للمنظمة وكيفية تحقيقها والقرارات الفاعلة لبلوغها، فهو يساعد المنظمة على تثبيت نواياها ووضع الأساليب اللازمة للتعامل معها وإصدار التوصيات اللازمة بوضعها على مسالكها الصحيحة.

  • يعمل على توسيع معارف المنظمة ودراساتها وبناء قواعد معلوماتية لمختلف جوانب عملها الداخلية والبيئة الخارجية المحيطة بها.

  • يساعد التخطيط الإستراتيجي على تكامل واتساق أنشطة المنظمة وذلك بإحداثه أنظمة عمل متوائمة ومتكاملة بعيدة عن التقاطع والتضارب.

3. العوامل المؤثرة في صياغة الخطة الإستراتيجية:

هناك عدد من العوامل التي تؤثر على صياغة الخطة الإستراتيجية يمكن إجمالها بالأتي:

  • الأفق الزمني للإستراتيجية: يلعب الزمن دورا كبيرا في تحديد الأثار المتوقعة من تنفيذ الإستراتيجية فهناك قرارات قصيرة المدى تتعلق بالتشغيل ذي المدى القصير وهناك القرارات المتوسطة المدى كخطط القوى العاملة والتوزيع وتحديد مستوى الطلب، وأخيرا القرارات طويلة المدى كالإنشاءات وتغيير خطوط الإنتاج ونمط المنتج وغيرها.

  • التركيز في الإنتاج: يقصد بالتركيز هنا عدد المنتجات أو الخدمات التي تنتجها المنظمة، فكلما قل هذا العدد إستطاعت ان تبسط سيطرتها وتحكمها في تنفيذ برامجها وأنشطتها ولهذا تسهل على المنظمات ذات التركيز العالي التي تنتج خدمات محددة صياغة وتنفيذ خططها الإستراتيجية.

  • التناسق في السياسات: تعتمد المنظمة مجموعة من السياسات، كل منها يتعلق بهدف من أهدافها ولكي تؤدي هذه السياسات دورها في تحقيق الأهداف بشكل فاعل يتعين على المخطط الإستراتيجي العمل على التنسيق بين السياسات المذكورة وبدون ذلك تؤول أعمال المنظمة إلى فوضى وإرتباك.

  • نوع وكلفة الخدمات: تؤكد الإستراتيجية على نوع الخدمات المقدمة والتكاليف المبذولة في إنتاجها والعمل المستمر من خلال الدراسات والتحليلات للوصول إلى نتائج حاسمة بشأن إختيار الخدمة الأفضل بالتكاليف الأقل.

  • المرحلة التي تمر بها المنظمة: تمر المنظمة بمراحل عدة فهناك مرحلة النشوء ومن ثم مرحلة الصعود وهناك مراحل المنافسة ومن ثم الإستقرار فالإنكماش ثم الإضمحلال وكل مرحلة تتطلب إستيعاب كامل لخصائصها وأهدافها والسياسات الواجب اتخاذها.

  • إيمان الإدارة العليا وحماسها للعمل الإستراتيجي: فكلما إزداد إدراك الإدارة العليا وحماسها للتخطيط الإستراتيجي كلما كانت إحتمالات نجاحه عالية والعكس بالعكس.

4. معوقات التخطيط الإستراتيجي:

تقف أمام التخطيط الإستراتيجي عقبات ومصاعب كثيرة منها مايلي:


  • التغير والتبدل السريع في البيئة: بما أن الإستراتيجية هي خطة بعيدة المدى (5 سنوات فأكثر) فإنها بحاجة إلى إستقرار الظروف التي تحيط بها خلال هذه الفترة وأن التغييرات السريعة تؤدي بالتستراتيجية إلى مواجهة واقع جديد يختلف عن الواقع الذي بنيت عليه مما يؤدي إلى تعثرها وربما فشلها.

  • عدم قدرة الإدارة علـى تحـديد الأهـداف وبناء خـطة إستراتيجية: بالرغم من أن الإدارة قد يتوفر لديها إيمان كامل بأهمية التخطيط الإستراتيجي وضروراته ولكنها لا تملك مقومات وقدرات على وضع الخطة الإستراتيجية وتحديد أهدافها وخطتها التنفيذية حيث أن الخطة هي أولا وأخيرا تعبر عن إمكانيات المنظمة الذاتية وإن إستعانت بالغير في وضع خطتها لكنها لن تكون قادرة على تنفيذها.

  • مقاومة بعض العناصر في المنظمة للتغيير: إن من أول مهام التخطيط الإستراتيجي إحداث تغيرات في عمل المنظمة نحو الأفضل وتبني سياسات وبرامج وإجراءات لهذا الغرض، وقد تعمل بعض العناصر في المنظمة التي عهدت السياسات القائمة وإجراءاتها وتعودت عليها إلى رفض السياسات الجديدة والتمسك بواقعها القائم.

  • الموارد المالية للمنظمة: من المعروف أن أية خطة إستراتيجية مهما كانت طموحاتها وحسن صياغتها فإنها قد تصتدم بعقبة الموارد المالية التي يتعين على المخطط التفكير بها منذ البداية لأن عدم توفر الأموال اللازمة لتغطية نفقات الخطة يؤدي بها إلى التوقف وربما الفشل.

  • عدم وضوح المسؤوليات داخل المنظمة وضعف هيكلها التنظيمي: إن عدم توزيع المسؤوليات والصلاحيات على المستويات الإدارية المختلفة في المنظمة مع عدم وجود هيكل تنظيمي يلبي حاجات العمل الإستراتيجي يعتبر إحدى أهم العقبات التي تعترض الخطة الإستراتيجية.

  • إنشغال المستويات الإدارية العليا بالمشكلات الروتينية اليومية: إن إعطاء الأعمال اليومية الإهتمام للأول وعدم الإكتراث بالمشكلات الإستراتيجية التي تنهض بها المنظمة وتعمل على تطورها يلهي المنظمة ويمنعها من الإنصراف إلى وضع خطة إستراتيجية تنهض بها إلى للأمام.

  • المعلومات والبيانات الإحصائية: تقوم الخطة الإستراتيجية على بعض الأسس المهمة منها دراسة الماضي والحاضر والتنبؤ بالمستقبل بما في ذلك البيئة الداخلية والخارجية ولكي تكون هذه الأسس صحيحة لابد من توفر بيانات ومعلومات كافية لهذا الغرض، وبعكسه يواجه المخطط صعوبات في بناء أهدافه وسياساته المستقبلية ورسم خطة إستراتيجية سليمة.

  • ربط التخطيط الإستراتيجي بفترة الأزمات: يسود العتقاد بأن التخطيط الإستراتيجي هو عمل لمواجهة الأزمات وهذا إعتقاد خاطئ يقلل من أهمية التخطيط ويقلص من دوره في تطوير المنظمة ونجاحها حيث أن التخطيط الإستراتيجي أسلوب لكل الظروف وضروري للمحافظة على ديمومة المنظمة وإستمرارها.

5. خصائص التخطيط الإستراتيجي:

يتميز التخطيط الإستراتيجي بخصائص عدة يمكن إجمالها بالأتي:

  • الأثار الطويلة الأجل: يهدف التخطيط الإستراتيجي إلى إحداث تغيرات جوهرية وهامة في المنظمة وهذا لا يظهر في الأجل القصير بل يحتاج إلى فترة طويلة الأمد وتكاليف كبيرة وجهود مهمة.

  • المشاركة الواسعة: يتطلب التخطيط الإستراتيجي مشاركة واسعة في وضعه ابتدءا من الإدارة العليا ونزوال إلى العاملين والمستفيدين والجمهور وغيرهم.

  • المرونة: يتميز التخطيط الإستراتيجي بالمرونة لكي يستطيع مواجهة التغيرات المحتملة عند التنفيذ.

  • أشد الطاقات الكامنة والموارد: يسعى التخطيط الإستراتيجي لحشد جميع طاقات المنظمة الكامنة ومواردها المتاحة سواء الذاتية أو التي يمكن توفيرها من خارج المنظمة وتوجيهها نحو تحقيق الأهداف المرسومة.

  • المستقبلية: ينظر التخطيط الإستراتيجي إلى المستقبل فهو أسلوب مستقبلي، بالرغم من أنه يعتمد مؤشرات الماضي ومعطيات الحاضر لإغراض معرفة واقع المنظمة إلا انه ينطلق من هنا ليرسم أهداف المستقبل.

  • ترتيب الخيارات والأولويات: من الخصائص المهمة للعمل الإستراتيجي أنه يضع الخيارات أمام المنظمة التي تسلكها في خطتها التنفيذية وانه يرتب البرامج التنفيذية حسب أولوياتها وأهميتها.

6. مستويات التخطيط الإستراتيجي:

تعتمد الخطة الإستراتيجية في إعدادها وتنفيذها على الإدارة التي تنفذها وهي تحاول أن تجعل من المنظمة كيانا متماسكا ومتكاملا تعمل جميع أجزاؤه بطريقة متناسقة لأجل تحقيق الأهداف وعلى هذا الأساس يمكن أن ننظر إلى ثلاثة أنواع من المستويات في المنظمة التي تبنى على أساسها الخطة الإستراتيجية وهي:



  • الإستراتيجيات على مستوى المنظمة: حيث يختص العمل الإستراتيجي بالمنظمة ككل وتتخذ القرارات الإستراتيجية فيها على هذا المستوى كوضع إستراتيجية لمنظمة السكري أو لهيئة المعاشات.

  • الإستراتيجيات على مستوى الوادات: وتختص بها المنظمات الكبيرة التي تتكون من منظمات أصغر (وحدات) مثل ذلك الجامعات حيث توضع إستراتيجية لكل كلية من كلياتها وبالتنسق مع الإستراتيجية العامة للجامعة.

  • الإستراتيجيات الوظيفية: وتختص بها الأقسام في الوحدات داخل المنظمة حيث توضع لهذه الأقسام إستراتيجيات خاصة بها مسترشدة بإستراتيجية الوحدات مثل وضع إستراتيجية قسم الفيزياء وقسم الكيمياء وقسم علوم الحياة من كلية العلوم وتتميز هذه الإستراتيجيات بكونها قصيرة الأمد وذات علاقة بالجانب التشغيلي للقسم.

google-playkhamsatmostaqltradent