عناصر المزيج التسويقي الإلكتروني السياحي:
يعتبر التسويق الإلكتروني في عالمنا اليوم من أهم الوسائل التي تمكن منظمات الأعمال بصفة عامة، والمنظمات السياحية بصفة خاصة من تحقيق ميزة تنافسية، والوصول إلى الأسواق العالمية، بالإضافة إلى فتح المجال أمام العديد من العملاء والمستهلكين في كافة أنحاء العالم للتعرف على مختلف المنشآت السياحية، والمنتجات والخدمات المختلفة التي تقدمها بغض النظر عن البعد الجغرافي.
1. تعريف التسويق السياحي الإلكتروني:
التسويق السياحي الإلكتروني هو إستخدام الأنترنت والتقنيات الرقمية ذات الصلة لتحقيق الأهداف التسويقية؛ أو يمكن القول بأنه "إستعمال جميع التكنولوجيات المتاحة لرفع ربحية المؤسسة، عن طريق العمل من أجل إرضاء الرغبات الشخصية لكل عميل بصفة إجمالية، دائمة وتفاعلية، وفي إطار أكبر قدر ممكن من الجوارية".
وعموما فـ التسويق السياحي الإلكتروني هو إستخدام تكنولوجيا المعلومات والإتصال بشكل عام والإنترنت بشكل خاص في أداء الأنشطة التسويقية السياحية بهدف تحقيق المنفعة للمنشأة السياحية وللعميل السياحي على حد سواء.
وتتمثل أهمية التسويق الإلكتروني السياحي النقاط التالية: (تحقيق وزيادة الميزة التنافسية للمنظمة، يقوم بتقليل التكلفة والجهد، العمل بكفاءة عالية، العمل على الحفاظ على الحصة السوقية، الإستجابة لطلب السوق السياحي، يوفر سهولة الإتصال...).
كما أن تطور ونجاح التسويق الإلكتروني السياحي مرتبط بوجود مجموعة من المتطلبات تكون متكاملة فيما بينها وتتمثل أهمها في: (توفير البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات، توفير اليد العاملة المؤهلة، القدرة على عرض محتوى الموقع الإلكتروني في صورة فعالة، توفير البيئة الثقافية المساعدة، وجود إطار قانوني وتشريعي).
والتسويق الإلكتروني السياحي كغيره من أنواع التسويق يتكون من مجموعة من العناصر المرتبطة مع بعضها والتي تعرف بالمزيج التسويقي الإلكتروني (المنتج، السعر، التوزيع، الترويج)، تعمل هذه العناصر فيما بينها من أجل نجاح عملية التسويق السياحي الإلكتروني، وسنتطرق لكل من على حدى في ما يلي:
2. المنتج السياحي الإلكتروني:
يعتبر المنتج السياحي الإلكتروني العنصر الرئيسي في المزيج الإلكتروني السياحي كونه محور عملية التبادل بين المنشأة السياحية والعميل السياحي، يمكن تعريف المنتج السياحي الإلكتروني بأنه: "كل ما تعرضه المنشآت السياحية بمختلف أنواعها عبر موقعها الإلكتروني بهدف تحقيق أهدافها المسطرة، وذلك من خلال إشباع حاجيات ورغبات عملائها المستهدفين".
ويمكن تعريف إستراتجية المنتج السياحي الإلكتروني بأنها: "عبارة عن إستراتجية عرض المنتجات السياحية الخاصة بمنشأة سياحية معينة عبر شبكة الإنترنت بهدف تحقيق أهدافها والتي يعتبر تحقيق الأرباح الهدف الرئيسي لها، بالإضافة إلى كسب ولاء ورضا العملاء، وتحقيق الميزة التنافسية ...الخ.
بما أننا في إطار تعريف المنتج السياحي الإلكتروني الخاص بالمنشآت السياحية فلا بد من الإشارة إلى تعريف الخدمة السياحية الإلكترونية لأنها تعتبر جوهر المنتج السياحي الإلكتروني، وتعرف هذه الأخيرة بأنها "تقديم خدمة عبر وسائل وشبكات إلكترونية مثل الإنترنت"، أي تقديم الخدمات السياحية الإلكترونية الخاصة بمنشأة سياحية معينة عبر وسائل وشبكات إلكترونية.
3. التسعير الإلكتروني السياحي:
يعد التسعير السياحي الإلكتروني من القرارات الهامة التي يتم إتخاذها على مستوى المنشآت السياحية لأنه يلعب دورا كبير في عملية إتخاذ القرار الشرائي عند العميل السياحي، كما أنه محدد رئيسي لربحية المنشأة السياحية، كما أن إستراتيجية تسعير الخدمات السياحية هي عملية إستخدام تكنولوجيات الإعلام والإتصال في تسعير المنتجات والخدمات السياحية بهدف تحقيق الأهداف التسويقية الخاصة بالمنشأة السياحية.
وتعتمد إستراتجيات التسعير السياحي الإلكتروني على أربعة مداخل عامة وهي (إستراتيجية التسعير السياحي الإلكتروني على أساس التكلفة، إستراتيجية التسعير السياحي الإلكتروني على أساس الطلب السياحي، إستراتيجية التسعير السياحي إلكتروني على أساس المنافسة، وإستراتيجية التسعير السياحي الإلكتروني الموجهة بالعميل).
4. التوزيع السياحي الإلكتروني:
يعرف التوزيع السياحي الإلكتروني بأنه عملية "توصيل المنتجات المناسبة إلى المواقع المناسبة بالكميات الملائمة في الوقت المناسب بأقل تكلفة وبإستخدام شبكات الأنترنت والإكس ترانت"، وهناك بعض الخدمات التي لا يمكن تسليمها إلكترونيا مثل الخدمات السياحية.
لذلك فإن المنشآت السياحية تلجأ إلى "التوزيع المختلط (الهجين) وهو التوزيع الذي يجري جزء منه بصورة إلكترونية على شبكة الأنترنت، والجزء الآخر يكون في العالم الواقعي، مثلا إذا أراد السائح أن يشتري خدمت المبيت (الإيواء) في فندق ما.
فإن هناك مواقع توفر بيع هذه الخدمة (منها مواقع بعض الفنادق أيضا)، لكن عملية التسليم على الشبكة تكون جزء من العملية (خدمة الحجز)، أما إستلام خدمة المبيت في الفندق فإنه يجري إستلامها في العالم الواقعي؛ وتعتمد المنشأة السياحية على عدة قنوات لتوزيع خدماتها خاصة منها الحجز من بينها ما يلي:
- موقع المنشأة السياحية: توفر المنشأة السياحية خدمة الحجز عبر مواقعها الإلكترونية مباشرة، حيث تكون على إتصال مباشر بالسائح، فالمنشآت السياحية خاصة العالمية، تلجأ إلى مثل هذا النوع من الخدمات الإلكترونية من أجل إيصال خدماتها السياحية إلى أكبر عدد ممكن من السياح، ففكرة أن يكون المنتج السياحي في متناول الجميع في الوقت والمكان المناسبين تتوفر من خلال التوزيع الالكتروني خاصة إذا كان موقع المنشأة السياحية من المواقع التي تعرف رواجا كبيرا، ومن بين هذه المنشآت نجد الفنادق وشركات النقل.
- مواقع متخصصة: تلجأ المنشآت السياحية إلى توزيع خدماتها عن طريق وسطاء أو بعبارة أخرى مواقع متخصصة تعمل من أجل ذلك من أهمها في مجال السياحة نجد الوكالات السياحية، فهذه الأخيرة تعتبر قناة فعالة للتوزيع السياحي التقليدي، وتبقى تملك نفس الأهمية في التوزيع السياحي الإلكتروني، فهي تقدم خدمة الحجز مقابل عمولة تدفعها للمنشأة السياحية التي تقدم لها هذه الخدمة، ويمكن للسائح أن يقوم بالحجز من خلال موقع الوكالة، وتقدم خدمة الحجز لعدة أنواع من المنشآت منها (الفنادق، المطاعم، شركات الطيران، شركات النقل بالسكك الحديدية).
5. الترويج الإلكتروني السياحي:
يعد الترويج والذي عرف أولا بالإعلان، أول ما تم إستخدامه في المجال الإلكتروني وبالخصوص الأنثرنت، وكان أول مكونات المزيج التسويقي، الذي تم إدخال هذه التكنولوجيا عليه؛ وقد كانت نشأت مفهوم الترويج السياحي الحقيقية بعد عام 1994، أما قبل ذلك فقد كانت محاولات إستغلال شبكة الأنترنت في الترويج التجاري تتعرض إلى الرفض الشديد، لكن هذا الرفض سرعان ما تحول إلى قبول واسع، وإنتشار إستعمال هذا العنصر من المزيج التسويقي في الشبكة العنكبوتية.
وبما أن الترويج يعتمد على عدة وسائل، إذن فـ الترويج الإلكتروني السياحي هو إستخدام المنشآت السياحية لتكنولوجيات الحديثة ومن أهمها الأنترنت من أجل الإتصال بعملائها الحاليين والمحتملين؛ فـ الترويج السياحي اليوم يعرف تطورا ملحوظا وواسعا، وأصبح للتكنولوجيا حصة كبيرة منه، وتعتمد عليه المنشآت السياحية من أجل التعريف بمنتجاتها السياحية في كافة أنحاء العالم.
وكما علمنا من قبل أن مكونات المزيج الترويجي السياحي الشائعة هي: البيع الشخصي، الإعلان، تنشيط المبيعات، العلاقات العامة والدعاية، ولكن في الترويج الإلكتروني السياحي سوف يختلف الأمر نتيجة إخفاء أو تقليص دور عنصرا هاما في المزيج وهو البيع الشخصي، بينما تزداد بوضوح أهمية كل من الإعلان وتنشيط المبيعات".
تستخدم المنشآت السياحية، عدة وسائل من أجل الترويج لمنتجاتها السياحية إلكترونيا، ومن بين هذه الطرق نجد:
1. الموقع الإلكتروني للمنشأة السياحية: الموقع الإلكتروني هو "أداة ترويجية فاعلة للأعمال الإلكترونية". حيث تقوم المنشأة السياحية بعرض منتجاتها السياحية، والترويج لها عبر موقعها على شبكة الأنترنت، من خلال إدراج صور وفديوهات، وغيرها عبر هذا الموقع؛ويبقى موقع المنشأة السياحية إذا ما أحسن إنشاءه وإستغلاله، أهم وسيلة للترويج الإلكتروني، وإذا ما تم الترويج له مسبقا بطريقة تجعل السياح الحاليين والمحتملين يصلون إليه بكل سهولة.
2. المواقع المتخصصة: "إن أغلب منظمات الأعمال الإلكترونية تعلن عن نفسها وتروج لمنتجاتها من خلال وضع أشرطة إعلانية في المواقع أخرى يرتادها عدد كبير من الزبائن"، وهي وسيلة فعالة من أجل الترويج الإلكتروني، فالمنشأة السياحية تلجأ لمثل هذه المواقع من أجل الترويج لمنتجها السياحي بشكل فعال وواسع، وذلك لأن مثل هذه المواقع تكون معروفة، ويقبل عليها عدد كبير من الزوار، مما يجعل منتجات المنشأة السياحية وخدماتها معروفة.
ويكون ذلك من خلال الترويج بإحدى الطرق: (الترويج مقابل رسوم محددة في المواقع التي تتقاضى رسوما مقابل ذلك؛ الترويج في بعض المواقع التي تسمح بنشرها مجانا؛ إستخدام أسلوب التبادل الإعلاني مع المواقع التي تعتمد هذا الأسلوب، وعملية المبادلة قد تنفذها المنظمة من خلال الإتصال مع تلك المواقع مباشرة أو من خلال الإستعانة ببعض المواقع المتخصصة في التبادل الإعلاني).
3. البريد الإلكتروني: يعد البريد الإلكتروني "أداة مهمة يمكن أن تستخدم في عملية الترويج للمنشأة السياحية ومنتجاتها عبر الأنترنت، وحتى تحقق هذه الأداة أهدافها التسويقية والترويجية منها خاصة فإنه ينبغي إستخدامها بصورة فاعلة وصحيحة"؛ وقد تلجأ المنشآت السياحية بهذه الطريقة للترويج لمنتجاتها لتكون على إتصال مباشر بزبائنها الحاليين أو المحتملين، قصد إطلاعهم على آخر التطورات التي تحدثها في خدماتها أو الجديدة منها.
4. الإعلان الإلكتروني كوسيلة ترويجية سياحية رائدة: يعد الإعلان السياسة الترويجية الأكثر تأثرا بل والأكثر إنتشارا إلكترونيا، ونظرا لأهمية الإعلان في الترويج السياحي الإلكتروني، فإن ما نشاهده اليوم على شبكات الأنترنت من إعلانات سياحية دليل على أهمية هذه السياسة ونجاعتها من أجل الوصول إلى السائح المرتقب أو الحالي بسهولة وبفعالية أكثر وبأقل التكاليف؛ ويعرف الإعلان بالأنترنت بأنه "جميع أشكال العرض الترويجي المقدم من معلن معين من خلال شبكة الانترنت".