الحراك المهني:
1. تعريف الحراك المهني:
يعرف دليل مصطلحات علم إجتماع التنظيم والعمل الحراك المهني على أنه ظاهرة تنظيمية تعني مغادرة بعض عمال المؤسسة التي يعملون فيها إلى مؤسسات أخرى لأسباب عديدة منها ضعف الأجر والحوافز أو توفر علاقات العمل؛ ويمكن أن يكون الحراك المهني داخل نفس المؤسسة أو بين فروعها، أو حراك في نفس القطاع أو بين قطاعات النشاط الإقتصادي المختلفة، أو حتى حراك في المستوى العالمي.
أو هو إنتقال الأفراد من مرتبة إلى مرتبة أعلى نتيجة القيام بعمل جيد أو الإنتقال إلى مرتبة أدنى نتيجة العقوبات أو التأديب وغيرها، كما أن الحراك المهني يمكن أن يكون عن طريق الإستقالات أو الوفاة؛ كما يعرف أيضا بأنه حركية المجتمع وهو إنتقال جماعة إجتماعية من مهنة إلى مهنة أخرى أو مجموعة من المهن الأخرى.
كما يشير إلى مرور الفرد في عمله من وظيفة إلى أخرى مما أدى إلى تناوله من زوايا مختلفة، إذ يأخذ الحراك المهني معنا الحراك الجغرافي والإجتماعي لأن المعنى غير محدد لكن معناه الدقيق هو كل التغييرات المهنية داخل الجيل الواحد الحياة المهنية للفرد؛ ويمكن أن يأخذ الحراك المهني حراكا قطاعيا بتغير المؤسسة الذي يرافقه تغير الوظيفة أو الجماعة المهنية ويتضمن أيضا حراكا العمل عندما يتعلق الأمر بالوضع داخل المؤسسة.
2. خصائص الحراك المهني:
يعتبر الحراك المهني شكل من أشكال الترقية وعليه نحاول أن نسلط الضوء على خصائصه ومن بينها نذكر ما يلي:
- أن فروم وميلر يقولان أن كثيرا من المتقاعدين يذهبون إلى نشاطات أخرى، إذ هذا الشكل من الحراك يصبح بلا شك مهما.
- أنه يحدث بدرجات متفاوتة تبعا لحجم التنظيم الصناعي.
- تغيير المكان لأسباب مهنية، إقتصادية فهذه الأسباب غالبا ما تكون اللامركزية في العمل، والتفرقة والمحسوبية، فهناك تغيير المكان مرتبط بممارسة النشاط المهني، فهي غالبا ما تؤثر على تقلبات المهنة ويحدث هنا حراكا مهني.
- أنه يحدث التغييرات الأساسية يؤدي إلى حراك هذه التغيرات هو نتائج عرضية للتغيرات الوظيفة.
- أن الحراك المهني يؤدي إلى إرتقاء الفرد في مهنته.
- يسمح بإعطاء نفس جديدة للمؤسسة.
- هو وسيلة تسمح بتدعيم الفعالية داخل المؤسسة عن طريق إعادة هيكلة الموارد والحاجيات.
3. أهداف الحراك المهني:
- بالنسبة للمؤسسة: أهداف الحراك المهني على مستوى المؤسسة يتمثل في (تقديم أفكار جديدة ونقل المهارات لتجنب تجميد عمل المؤسسةن، المحافظة على إستقلالية المؤسسة ومحيطها، ضمان النسق الداخلي من خلال زيارة التكامل بين مختلف المصالح وتشجيع التبادلات الإدارية والتعاون بين النظرة إلى المشاكل، ملئ المناصب والوظائف بأشخاص وخبرة ومهارة مطلوبة، تحسين عمل الشركة وتشجيع التعاون بين مختلف المكاتب وتنتج شرائيا وليس الإدارة والرقابة...).
- بالنسبة للفرد: أهداف الحراك المهني على مستوى الفرد يتمثل في (إكتساب المهارات المختلفة والنتائج المطلوبة لأداء مهام ذات مستوى لا يمكن بلوغها في مكان أخر، الوصول إلى مواقع المسؤولية بتوزيع التجارب والخبرات ومجالات المبادرات الميدانية، التغير والتجديد بطرح الإختلافات في العمل أو مواجهتها مع المنظمة.تجنب الوقوع في الروتين بالمحافظة على اليقظة...).
4. أشكال الحراك المهني:
- الترقية: إن الترقية هي شغل الموظف وظائف أخرى ذات مستوى أعلى من مستوى وظيفته الحالية من حيث السلطة والمسؤولية والمركزية، وقد يصحب الترقية زيادة في الأجر ومميزات أخرى ولكن ليس في كل الأحوال؛ كما أن الترقية هي عملية إعادة تخصيص الفرد على وظيفة ذات مرتبة أعلى وعادة ما تنطوي هذه الوظيفة على مسؤوليات أكبر كما أنها عادة قد ترتبط بزيادة في الرواتب، وتعرف الترقية أيضا على أنها نقل الفرد من موضع وظيفي ذو مسؤوليات ومنها أقل إلى موضع وظيفي ذو مسؤوليات وواجبات أكبر وبنفس الوقت ذو مركز إجتماعي ورسمي أهم ومردود مالي أكبر.
- النقل الوظيفي: يقصد به تحويل الموظف الحالية إلى وظيفة الحالية إلى وظيفة أخرى بنفس المستوى الإداري، سواء كان هذا التحول في نفس الوحدة الإدارية وإلى وحدة إدارة أخرى في نفس المكان وإلى مكان أخر، إن عملية النقل لا تعني بأن الموظف المعنى قد تم ترقيته أو تنزيل درجته، فالنقل يعني إبقاء الموظف في نفس درجته؛ وتكمن أهميته في (تمكين المؤسسة من تحقيق التطور النوعي لمواردها البشرية، تمكين العمال من إيجاد السبيل لتطلعاتهم وتحسين مسيراتهم المهنية، تحقيق التوافق بين كفاءات العمال المهنية ومستوى الوظائف المنسوبة إليهم للحث على إيجاد التحدي وذلك من أجل تطوير الكفاءات وتحسين المعلومات المعرفية).
- دوران العمل: هي خروج ببعض العاملين خلال فترة معينة بسبب إنتهاء أو إنهاء خدمتهم أو العجز أو الوفاة أو الإجارة الخاصة أو النقل، ومن العوامل المسببة في حدوثه أنه عند توفير ضمانات للفرد العامل بالإستقرار والبقاء على عمله مدة أطول يستشعر الفرد أنه موضوع إهتمام وثقة إدارة والمنظمة والعكس في حالة حصول عمليات لخدمات وعقوبات غير عادلة أو مبرر ففي هذه الحالة يستشعر الفرد العامل بالتهديد ويبحث عن فرص عمل أخرى أفضل.
5. أسباب وعوامل الحراك المهني:
- سوق العمل: تتأثر شدة الحراك المهني بالحالة التي يعرفها سوق العمل أي بشدة العرض والطلب على قوة العمل، ففي حالة وجود طلب كبير على قوة العمل بصفة عامة أو على تخصصات كفاءات مهنية فإن أصحاب هذه المؤهلات يكونون الأكثر حراكا مقارنة بالعمال أصحاب المؤهلات والكفاءات التي لا تعرف طلبا.
- التغير الإجتماعي: ويساهم التغير الإجتماعي في (يسهل التغير في انتقال الأفراد من المراتب الدنيا إلى المراتب العليا، يساهم في تسهيل الدخول إلى الطبقة أو الخروج منها، الثورات تؤدي إلى حراك إجتماعي واسع النطاق (روسيا، فرنسا، إيران)، الثورة نوعا من الحراك الإجتماعي المتطرف).
- وسائل الإتصال: فالإنتشار الواسع لها يدفع ويشجع المجتمع الذي توجد فيه هذه الوسائل إلى التغيير الواسع في هذا النطاق.
- الأقدمية: إن العامل في أول سنوات عمله يكون قابلا للإنتقال والحراك المهني من خلال الإستقالة أو الإقالة، وذلك لعدة أسباب منها عدم التكيف مع محيط العمل، عدم التكيف مع زملاء العمل، عدم الإكتفاء بالمقابل المادي لقاء العمل المنجز، كذلك الحالة الاجتماعية للعامل، فالعازب ليس مثل المتزوج من حيث المحافظة على منصب العمل.
- الأجر: يعتبر عامل من العوامل التي تؤدي بالفرد إلى الإنتقال من وظيفة إلى أخرى أو من منصب إلى أخر إذ يمكن الفرد من تحقيق أماله وأحلامه وتسطير أهدافه المستقبلية.
- السن: أحد العوامل المؤثرة في الحراك المهني للعامل، حيث يعتبر صاحب السن الصغير ذو قابلية للحراك المهني مقارنة بصاحب السن الكبير إذ أنه بمرور الزمن يصبح مسؤول وتزيد متطلباته بدل أن يكون عازب يصبح متزوج ثم أب وتزيد الظروف والمستجدات التي تفرض عليه إستقرار وثبات في منصب عمله.
- التعلم والتكوين المتخصص: قد يشغل الفرد منصب عمل بمؤهل علمي ضعيف وبعد ذلك يتم دراسته وتعليمه ما يؤهله بعد ذلك لشغل منصب عمل أعلى سن الذي يستغله قد يشغل الفرد منصب عمل ثم من خلال التكوين المتخصص والمتواصل يرتقي ويتحرك مهنيا إلى المسار المهني الوظيفي للمؤسسة.
- العوامل والظروف الشخصية: تتمثل في (بحث الفرد من منصب العمل القريب من مكان عمله، بحث الفرد على منصب العمل ذو الإمتيازات مثل بحث عن مؤسسة توفر النقل المطعم... إلخ، بحث عن منصب عمل يتلاءم مع معتقدات دينية مثلا يحرم العمل في صناعة الخمور والمخامر... إلخ، بحث عن عمل موافق لقدراته الجسدية والعقلية، فهناك أفراد يحبون العمل البيئي وأخرون لا يحبون العمل في الضوضاء.
6. أنواع الحراك المهني:
1. الحراك العمودي: ويعني إنتقال الأفراد الصاعد أو الهابط في الطبقة الإجتماعية ويطلق عليه بعض الباحثين الحراك الرأسي وهو الإنتقال من مستوى إلى أخر أو من درجة وظيفية إلى أخرى وهو ينقسم بدوره إلى نوعين هما:
- الحراك التعليمي: ويقصد به إنتقال الأفراد من مكانة أو دور إجتماعي معين إلى أخر صعودا أو هبوطا في السلم الإجتماعي إعتمادا على المستوى التعليمي الذي يحققونه أو يصلون إليه.
- الحراك الدائري: ويقصد به ترقي الفرد خلال درجات وظيفية داخل نفس التخصص ومثال على ذلك موظف يصل في ترقيته إلى مدير عام ولا يتأثر أو لا يعتمد على مستوى التعليمي.
2. الحراك الأفقي: ويعني إنتقال الأفراد من مكانة إلى أخرى من المستوى نفسه من الإمكانات الإجتماعية؛ هو تغير يطرأ على الوضع الإجتماعي لشخص دون أن يصاحبه تغير في الوضع العام لمركزه أو نفوده أو مستوى الطبقة الإجتماعية التي ينتمي إليها، ولديه أيضا نوعان:
- الحراك المهني بين الأجيال: وتجري دراسة الحراك المهني داخل الأجيال عن طريق مقارنة مهنة الإبن بمهنة الأب أو المدى الذي تنتقل المهنة من جيل الآباء إلى جيل البناء.
- الحراك المهني داخل الجيل الواحد: ويتم مقارنة الوظائف والمهن التي يشغلها الفرد في حياته الوظيفية من وقت لآخر حيث أن مهنة الفرد مرتبطة بالجوانب السلوكية له مثل الدافعية ومستوى الطموح والذكاء والإبداع، ويمكن دراسة الحراك المهني في هذه الحالة من خلال المسافة المهنية بين وظيفة الفرد في بداية تعيينه ووظيفته الحالية.